أكد رئيس قسم البلاغة والنقد بجامعة أم القرى الدكتور سعود الصاعدي أن الزمن الدائري موجود في القصيدة العربية منذ العصر الجاهلي، كما يرى «أن البلاغة أفقها أرحب من الواقع ومساحتها أوسع من القول، وأن رؤية البلاغة الكونية تستنطق من الكون وتنعكس على فضاء البيان».

وقال في المحاضرة التي ألقاها أمس الأول بنادي المدينة الأدبي بعنوان «الصحراء والغابة مقاربات تأويلية»: لدي يقين أن العبارات الشاعرة تختزل الدلالات لتأويل أرحب، ولذلك بعض الفلاسفة احتفوا في المعرفة باللغة الشاعرة وقالوا إنها أحيانا تحدس بالحقيقة لأنها تتحدث بالمجاز، مشيرا إلى أن علماءنا أسسوا العلوم على لغة النقد الشاعرة التي فتحت الآفاق لطلبة العلم فيما بعد ليستنبطوا منها العلوم.

ثنائية الثقافة والحضارة
وذهب الدكتور إلى «أن الصحراء والغابة فضاءان كل منهما ينتج ثقافته وينحاز إلى طريقة في رؤية الكون، وهو ما ينعكس على البيان شعرا ونثرا» مضيفا «استندت على المنهج التأويلي التقابلي الذي طرحه الناقد محمد بازي والذي يرى نهوض التأويلية الكونية بالتقابل، فالكون مبني على التقابل».
وأشار بقوله «إن التقابل من أدوات التأويل الكبرى؛ ولذلك بنيت هذه الورقة على تقابلات بين هذين العالمين في ثنائية التقابل بين الصحراء والغابة».

فيما يرى سعود أن الحداثة مفهوم حضاري، وأن الصحراء بعدها ثقافي بينما الغابة بعدها حضاري، ولذلك انعكس على العرب الإحساس بالزمن والحنين إلى الماضي والعودة إلى الجذور وانعكس على الغرب الاشتغال بالحاضر والانهماك في الزمن المتقدم وفي صناعة الطبيعة بالعقل.

وذهب الصاعدي إلى أن البعد الزماني للصحراء أنتج:

1 البيان الواضح الذي يجلي
العبارات.
2 القصيدة التي تحاول القبض على الزمن.
3 القيم البيانية التي نتجت عن الزمن وهو ما يسميه البلاغيون رد الأعجاز على الصدور التي تكرس فكرة الزمن الدائري.