الغوث: مجامع اللغة ضعفت بعد رحيل الرعيل الأول
انتقد الأكاديمي بجامعة طيبة الدكتور مختار الغوث عددا من مجامع اللغة العربية، كون المسؤولين عنها اليوم لا يتعبون أنفسهم في تتبع المواد، وليس لديهم حرص على أصالة المصطلحات والتعريب كما كان يحرص عليها العلماء الأولون -بحسب وصفه-.
وأشار خلال محاضرته في منتدى السقيفة الثقافي بأدبي المدينة أمس الأول إلى أنه بعد رحيل الرعيل الأول من الأزهر ودار العلوم كما حصل في مصر ودمشق، تولى المجامع أناس أقل علما، بعد أن كانت موكلة للمهرة في اللغة، والذين اهتموا بالمحافظة على لغة القرآن الكريم لتكون خالية من الدخيل، لاعتقادهم أن كثرته ستؤدي باللغة، وبالتالي تنتهي العلاقة بين المسلم وتراثه.
دفع ذلك رئيس النادي الدكتور عبدالله عسيلان أن يطالب في مداخلته الغوث بالابتعاد عن النظرة التشاؤمية عن حال اللغة العربية اليوم، مسجلا اختلافه معه حول رؤيته لحال المجامع اللغوية في كل من سوريا ومصر.
ودعا عسيلان إلى الاهتمام بالعربية وتأهيل معلميها بشكل أفضل.
التأثر بالحديث
وذهب الغوث إلى أن كثيرا ممن خلفوا الجيل الأول في تلك المجامع كانوا متأثرين بالمناهج اللغوية الحديثة القائمة على الوصف، ولا يهمها أن يكون الشيء صحيحا أو خلاف ذلك.
وأوضح «يحرصون على وجود مصطلح للمفهوم العلمي كان ما كان أصله ولو لم يكن عربيا، بل يعتقدون أن لغة العلم لغة أصولها لاتينية يونانية، ولا يمكن أن تكون عربية»، مشيرا إلى أنهم يفرقون بين اللغة الأدبية والعلمية كالآتي:
-الأدبية يمكن أن تكون العربية الفصحى.
– العلم والمصطلحات يجب أن تكون اللغة الشائعة السائدة بين علماء الغرب.
ويرى الغوث أن من لم يسر على ذلك المنهج تأثر به فصار أغلب ما يصدره مجمع اللغة من مصطلحات هو مفردات أجنبية مكتوبة بحروف عربية.
فرنسا ومجمع دمشق
وتطرق الغوث إلى تاريخ مجمع دمشق، كالآتي:
1920 احتلت فرنسا سوريا.
1933 – 1941 أغلقت المجمع.
أذنت بعودته واشترطت شرطا بدا أن فحواه إدخال أعضاء ليس لهم علم باللغة.
اتجهت سياسة المجمع بعد ذلك إلى سن قرارات ليست من مصلحة العربية.
تسعى القرارات إلى هدم العربية بالصميم.
اعتزل كثير من الأعضاء الغيورين على العربية المجمع.
بقي قليل منهم يتردد عليه ويشارك في نشاطه لكنهم كانوا غير راضين عما يصدره.
وأوضح الغوث في رده على مداخلة للدكتور محمد الشنطي أن من أتقن اللغات الأجنبية كانوا قلة قليلة، ولم يتقنوها إلا بعد أن نسوا لغتهم وصاروا ينتمون لغيرها، مشيرا إلى أن المكاسب التي حصلوا عليها لا تقاس بالخسائر التي منوا بها، فإما أن يكون هناك معرفة وكسب معرفي مع الحفاظ على اللغة والانتماء للهوية، وإما أن لا تكون هناك فائدة.
وأضاف أن «أكثر الفوائد من أولئك الأشخاص مثل فاروق الباز والكيميائي المصري أحمد زويل ذهبت للغرب، وهو ما حصل مع كثير من المبدعين العرب والمسلمين، فجمعيهم عقول مهاجرة».
وأشار محمد علي كاتبي في مداخلة له إلى أن الابتعاد عن التقعر في استخدام العربية يجعل من السهل تعلمها وتداولها في كل جوانب الحياة الاجتماعية.