العبدالله : لسنا تحت عباءة جاسم الصحيح
كد الشاعر حيدر العبدالله أن ما قاله النقاد حول تجاوز الشعراء الشباب للرعيل الأول يبدو منطقيا، فقد أثبتوا أنفسهم، فهم يكتبون ببصمة خاصة، رغم صعوبة هذا الأمر لوجود شعراء كبار أمثال جاسم الصحيح، وناجي الحرز وغيرهم، وذلك ردا على الرأي القائل بأن شعراء الأحساء يتشابهون رغم جمال تجربتهم.
وحول ما إذا كان ثمة صعوبة في الخروج من عباءة جاسم الصحيح، أشار العبدالله والفائز أخيرا بمسابقة أمير الشعراء بنسختها السادسة على هامش الأمسية الشعرية التي جمعته مع الشاعر علي الدندن في أدبي المدينة أمس الأول، أن «تجربة الصحيح لا تتكرر وله فضل كبير على الشعراء الشباب في احتضانهم، وتوجيههم، لكن أن يكون الشباب نسخة من جاسم ليس من صالح جاسم ولا صالح الشباب، وحتى جاسم نفسه يريد منا أن نتمرد عليه».
البيئة الثقافية
من جهته يرى علي الدندن الفائز في بردة شعراء شباب عكاظ 1435هـ، أن البيئة الثقافية والجغرافية في الأحساء وبشكل عام تطبع بصمة عامة على كل التجارب، وهذا لا يعني اختزال البصمة الخاصة لكل شاعر، فهناك ملامح عامة تفرضها البيئة الجغرافية، والثقافة العامة.
ويستدرك «كل شاعر يسعى عموما من أجل خلق لغة وتجربة خاصة به، فالتأثر بالشعراء الكبار ليس سيئا، خصوصا في البدايات، ولكنها تتحول إلى مرضية إذا استمرت وعجز أن يخرج من أقفاص هذا التأثر».
مذاهب مختلفة
وعن سر وهج القصيدة الأحسائية أوضح الدندن بأن «الأحساء تمتلك رافدين مهمين يرفدان الشعراء، الأول البيئة الجغرافية باعتبارها واحة، وملتقى ثقافات مختلفة وتقف على حافة الخليج ، وهي كذلك بيئة تسامح فيها تيارات فكرية مختلفة، ومذاهب مختلفة تعيش جنبا إلى جنب، وبات هذا الاختلاف بمثابة دينمو يضخ طاقات فكرية».
وعن دور الثقافة في دعم تجربة الشاعر أكد العبدالله أنه «لا غنى عن القراءة المتنوعة ليس فقط الكتب الشعرية وإنما على الشاعر أن يكون مطلعا على كافة فروع المعرفة، موسيقيا ومسرحيا ولديه قراءات فكرية وليس من الضروري أن يكون متخصصا».