حكي الذات وتساؤلات عن غياب سير أدباء المدينة
تساءل الشاعر يوسف الرحيلي خلال قراءته في كتاب “حكي الذات” للكاتب محمد الدبيسي عن الأسباب التي غيّبت كتابة أدباء المدينة لسيرهم الذاتية، مستشهدا بالأديبين حسن صيرفي ومحمد الخطراوي، وأكد أننا إذا عذرنا الأول كونه غير مكثر فتجربة الخطراوي وسيرته العلمية ثرية وتمثل مرحلة مهمة، ولكنه مع ذلك لم يكتبها.
دفع ذلك الشاعر معبر النهاري خلال لقاء منتدى السقيفة بنادي المدينة المنورة الأدبي أمس الأول للقول إن “تركيبة الخطراوي مشعة للخارج، فهو لا يمكن أن يكتب عن ذاته حتى لو امتد به العمر”، مستدلا بعدد من كتبه وبرامجه التلفزيونية.
وكان الرحيلي قد تحدث في ورقته عن العناصر الفنية في كتاب “حكي الذات، السيرة الذاتية لأدباء المدينة المنورة” من إصدارات نادي جدة الأدبي، وعرض جانبا من الموضوعات التاريخية والاجتماعية والسياسية، مؤكدا أن الدبيسي بذل جهدا واضحا في الكتاب.
وقال نايف فلاح في مداخلته إن أعباء المعاصرة تتجلى في حكي الذات، إلا أنه يرى أن من لا يعرف سير أولئك الرواد عادة ما يندفع نحو هذا الكتاب، أما من سبق واطلع على مسيرهم يعرف أن الدبيسي أخذ بما لديه من مصادر، وكان له أن يبحث أكثر.
وذهب الدكتور سعيد طولة في مداخلته أن الكتاب جمع بين طبقتين مختلفتين من الأدباء، أولها جيل عزيز ضياء ومحمد حسين زيدان ويليهم عبدالعزيز الربيع وعبيد مدني وحمزة غوث، وهناك طبقة بعيدة يمثلها كل من نزار مدني وعاصم حمدان.
معتبرا أن أصدق ما يطلق على أدب السيرة ما كتبه عزيز ضياء لأنه تمحور حول نفسه، وفيه عاطفة جياشة، في حين تحدث زيدان عن جملة من الأحداث والمواقف، وأكد على أنه اطلع على سير مخطوطة لعدد من أدباء المدينة بينهم المؤرخ إبراهيم العياشي له مخطوط بعنوان “من طقطق لسلام عليكم” تكلم فيه عن ولادته والمعاناة التي عاشها حتى كبر ومشاكله، وكذلك كتاب حسن مصطفى صيرفي والذي يعمل طولة على تقديم سيرته في 200 صفحة، قائلا بأنه “في لقاء سابق مع الخطراوي رفض أن يكتب سيرته في حياته”.