جدل الحرف
شهد أدبي المدينة جدلا واسعا وتجاذبات حول أصل الحرف العربي والظلم الذي يتعرض له وسط نقاشات حادة بشأن جذور الحرف العربي، وشكا خطاط المصحف الشريف الدكتور عثمان طه من الظلم الواقع على الخط العربي لقلة المهتمين به، بخاصة بعد ظهور الكمبيوتر ما جعله غريبا بين الشباب.
الأصل النبطي
وتعرض عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة الدكتور مختار الغوث خلال الندوة التي أقامها النادي أمس الأول عن الحرف العربي، تاريخه وجمالياته وأدارها رئيس النادي رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبدالله لخدمة العربية الدكتور عبدالله عسيلان، للخلاف حول أصل الخط العربي لينتهي إلى أن الأقرب أن يكون الخط النبطي، هو الذي تطور منه الخط العربي عن طريق تعلم أهل الحيرة من النبط، وذلك لموافقته في الحروف وبينهم كثير من السمات المشتركة.
من جهته تساءل الدكتور عبدالباسط بدر عن وجود أفراد يعرفون الكتابة قبل الهجرة يلقبون بـ»الكامل» وهم من يتقنون الفروسية والكتابة، مشيرا إلى أن اليثربيين من غير اليهود كانت الأمية فاشية فيهم ولكن كان فيهم من يكتب، ما دفع الغوث للرد عليه بقوله: من المعلوم وجود هؤلاء، والذين يسمون «الكملة» وليس «الكامل» وهم قلة ومنهم عبادة بن الصامت، كعب بن مالك، عبدالله بن رواحة، وتجاوزت ذكرهم لقلتهم.
وتعرض الغوث إلى الخلاف الذي وقع حول أصل الخط العربي بين من يدعي أنه خط المسند، وأصله من اليمن، وبين من يزعم أنه من وقع ثلاثة رجال من طيء كانوا يقيمون في الأنبار ورأي ثالث ذهب – بحسب غوث- مذهب خرافات وقال إنه من اختراع رجال من أهل مدين.
وخلص الغوث إلى التأكيد على أنه لا صحة لهذه الروايات، مشيرا إلى أن العربية هي اللغة الأم، وهناك من يذهب إلى أن لغات العالم انبثقت من العربية، مرجحا أن الخط النبطي هو الذي تطور منه الخط العربي.
منزلة الخط
واستعرض طه أنواع الخط العربي، الثلث والنسخ والفارسي والديواني والرقعة، مشيرا إلى أنه قام بكتابة القرآن الكريم أكثر من عشر مرات بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
وعن منزلة الخط العربي في الحضارة قال طه إنه ينفرد في إمكانياته الجمالية، وقد تطور، نتيجة استخدام الشعوب الإسلامية له ثم مساهمة عبقريات بينهم مهندس الخط العربي أبوعلي محمد بن علي بن حسين بن مقله.
ودعا طه إلى ضرورة تشجيع أبناء المسلمين على تعلم مبادئ الخط العربي وتدريسه في المدارس، وإقامة المعارض لإطلاع المجتمعات العربية والإسلامية على ما وصل إليه الخط العربي.