الشنطي يرفض اتهام العقل العربي بالغنوصية
رفض الدكتور محمد الشنطي اتهام العقل العربي بالبياني والغنوصي، مؤكدا أنها تقسيمات جائرة، وقال خلال محاضرته في أدبي المدينة أمس الأول عن «ثقافة الحوار ومجتمع المعرفة» إن كتابي نهاية التاريخ لـ «فوكوياما»، وصراع الحضارات لـ «صمويل هنتنجتون» نحيا مبدأ الحوار واستبدلاه بالصراع، وحذرا من الإسلام واعتبراه العدو، فيما اعتبرا الليبرالية والحداثة الأساس والمنتهى بعد أن سقطت الفاشية والنازية والشيوعية.
ويرى الشنطي أننا أمام ثقافة استعمارية تحاول أن تسيء للإسلام لأهداف محددة ومصالح استعمارية، مشيرا إلى أننا لا ننكر مبدأ العولمة بوصفه إنجازا حضاريا، لكنه في البعد الثقافي والفكري منحاز يخدم مصالح معينة، ويرفض مبدأ الحوار، بل حول العالم إلى حقل يستخرج منه المواد الخام والعمالة، التي يريدها من أجل أن يشبع طموحاته.
وطالب الشنطي أن نقيم حوارا داخليا مع أنفسنا كي نتحول إلى مجتمع المعرفة، مؤكدا أن هناك من يريد أن يقدم ثقافتنا على أنها عنصرية ومغلقة.
وتأسف على ما تنشره بعض مواقع التواصل الاجتماعي حيت تحول داء التعصب للرأي إلى جزء من ثقافة البعض، و»بدأنا نستبدل مبدأ الحوار بمبدأ الصراع».
وقال الشنطي إن لكل أمة سمة تنسحب على قيمها وتقاليديها، فوصفت الحضارة الغربية بأنها براجماتية، وبالعقلانية فيما نعتت الحضارة الإسلامية بأنها «غنوصية بيانية»، مشيرا إلى أن الحضارات الحديثة ألغت الفوارق، بعد أن نشأت حضارة جديدة تتلاقح فيها مختلف الثقافات، وتتجه إلى بناء المجتمعات التي تقوم على المعرفة بالدرجة الأولى.
وأضاف الشنطي أن ما قيل عن العقلية العربية من قبل الجابري وغيره فيه جور كبير، مشيرا إلى أن العقل العربي احتفى بالبيان المتميز، ولم يهمل الجوانب الأخرى حتى في الجاهلية، فكانت هناك علوم تجريبية في الفراسة، والطب البديل.
وفي تراثنا كذلك العلماء والأطباء والمناطقة، إلا أنه يلتمس للجابري العذر أنه قد يكون قال ذلك حين رأى الأمة متخلفة.
ويرى الدكتور الشنطي أن مارد المعرفة انطلق، وعلينا أن نميز بين ثلاث مفردات «المعرفة والمعلومة والثقافة»، مؤكدا أن مجتمع المعرفة ينبني على مجتمع المعلومات.
مشيرا إلى مدن المعرفة التي تتلاقح فيها عقول من مختلف الأعراق، وتطرح العنصرية جانبا من أجل الاستفادة من العقول المنتجة.
وظهر ما يسمى بمصطلح «دارونية المعرفة» والذي ترتقي فيه المعرفة من خلال التلاقح، وتصبح فيه العلاقة بين المعرفة والعقل علاقة جدلية.