البليهشي: رسالة المؤسس لأهل المدينة وثيقة ديمقراطية
أكد الباحث محمد البليهشي أن رسالة الملك عبدالعزيز إلى أهل المدينة المنورة تعد وثيقة من وثائق التاريخ أرسلها إليهم متزامنة مع رسالته إلى والي المدينة عبدالعزيز بن ابراهيم، مشيرا إلى أنها رسالة هامة تخاطب كافة شرائح المجتمع حاضرة وبادية تقديرا لهم.
جاء ذلك في محاضرته التي ألقاها أمس الأول بأدبي المدينة بعنوان «وقفات مع رسالة الملك عبدالعزيز إلى أهل المدينة» وقدم لها فهد السليمي.
وصايا المؤسس
واستعرض البليهشي عددا من مقاطع الرسالة التي وصلت لهم بتاريخ 10 ربيع الثاني 1346هـ بينها قوله: «أنتم إن شاء الله تساعدونا على أنفسكم وتبينون كل مهم وتنتخبون الرجال الذين فيهم صلاح في الدارين» مشيرا إلى أن أهل المدينة أحسوا من خلالها صدق الهدف وسمو الغاية ومعرفة ملكهم بدقائق الأمور في بلدتهم، لمسوا سمو أهدافه، حيث وضح لهم سبب إعفائه للأمير مشاري بن جلوي الذي لم يمض على ولايته سوى سبعة أشهر بسبب مرضه.
وتمثل رسالته – بحسب البليهشي – لونا من الديموقراطية حين بين الملك أن هيئة البلدية ورئيسها لا بد من حلها وإجراء انتخابات جديدة رغبة في وجود دماء تعمل بحرص للصالح العام.
التطوير والتجديد
وأضاف البليهشي أن المدينة حفظت للملك عبدالعزيز موقفه يوم أمر جنوده خلال دخولهم، بعدم إراقة الدماء وحفظت له دعمها ورفقه بها، حيث طمأن أهل المدينة بحفظ أموالهم.
وحفظت له كذلك كثرة زياراته لها رغم انشغاله بتثبيت دعائم الحكم، وتفقده لمساجدها الأثرية، واصدار قرار تاريخي بتوسعة المسجد النبوي، وإنشاء مستشفى الملك عبدالعزيز، وغيرها من مشاريع تنموية.
وكان الملك يعرف تماما مكانة المدينة الدينية، وأنها مأرز الإيمان، لذا رأى أن يسود الأمن بها، وأن يكون هناك تعليمات واضحة لولاته يتابعها.
وأوضح رئيس أدبي المدينة الدكتور عبدالله عسيلان أن مسيرة الملك عبدالعزيز كانت مثار إعجاب كل من عرفه وكتب عن تاريخه، مضيفا أن الكثير وقف أمامه وقفة إكبار لما عرفوه عنه من تضحية وتقوى وصدق وحكمة وحرص على مصالح شعبه خاصة وأمته العربية والإسلامية عامة.
وكان متطلعا دائما إلى التطور، ويتمتع بفكر سياسي نير في شؤون السياسة الداخلية والخارجية.